صحةمجتمع

الروائح المنبعثة من عرق الآخرين قد تساعد في علاج مشكلة في الصحة العقلية

توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن تقليل بعض مشاكل الصحة العقلية بمساعدة “الإشارات الكيميائية” البشرية، وهي رائحة أجسام الآخرين.
وأظهرت مجموعة من الباحثين الأوروبيين أن التعرض للروائح البشرية الناتجة عن عرق الآخرين قد تستخدم لتعزيز علاج القلق الاجتماعي.
وأظهر الفريق أن القلق الاجتماعي انخفض عندما خضع المرضى لعلاج اليقظة أثناء تعرضهم لـ”الإشارات الكيميائية” البشرية، أو ما نشير إليه عادة برائحة الجسم، التي يتم الحصول عليها من عرق تحت الإبط من متطوعين.
وقالت الباحثة الرئيسية السيدة إليسا فيجنا، من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد، أثناء تقديمها نتائج دراسة تجريبية في المؤتمر الأوروبي للطب النفسي في باريس: “إن حالتنا الذهنية تجعلنا ننتج جزيئات (أو إشارات كيميائية) في العرق والتي تنقل حالتنا العاطفية وتنتج استجابات مقابلة في المستقبلات. وتظهر نتائج دراستنا الأولية أن الجمع بين هذه الإشارات الكيميائية وعلاج اليقظة يبدو أنه ينتج نتائج أفضل في علاج القلق الاجتماعي ما يمكن تحقيقه من خلال علاج اليقظة الذهنية وحده”.
وتنطوي ممارسة اليقظة الذهنية على طرق للتنفس والتخيل الموجه وغيرها من الممارسات التي تهدف إلى إرخاء الجسم والعقل والمساعدة في تقليل التوتر.
واكتشف الباحثون أنه على الرغم من أن الأمر يبدو غير جذاب، إلا أن التعرض للرائحة الكريهة قلل من القلق الاجتماعي بنسبة 40% تقريبا عندما يكون مصحوبا باليقظة الذهنية.
ويُعرَّف اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) بأنه خوف شديد من الحكم عليهم أو رفضهم في الأوساط الاجتماعية.
ويميل أولئك الذين يعانون من القلق الاجتماعي إلى تجنب مواقف معينة ويمكن أن يشعروا بالضيق إذا كانت هذه البيئات لا مفر منها.
وأظهرت الدراسات الاستقصائية أن مستويات قلق الناس نمت بشكل ملحوظ منذ بداية جائحة”كوفيد-19″.
واستخدمت هذه الدراسة الأخيرة عينات من عرق المتطوعين واستخراج الإشارات الكيميائية وتعريض المشاركين لها. وتم جمع العرق والروائح بينما اختبر المتطوعون مشاعر مختلفة.
واختار الباحثون مجموعة من مقاطع الأفلام التي تهدف إلى إثارة المشاعر، مثل الفرح أو الخوف، لتحديد ما إذا كانت تأثيرات الإشارات الكيميائية تختلف بناء على ردود أفعال الشخص المتعرق.
وشاركت 48 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و35 عاما يعانين من القلق الاجتماعي في الدراسة.
وتم تقسيمهن إلى ثلاث مجموعات وخضعن للعلاج بالرائحة لمدة يومين، مع تعرض مجموعة واحدة للهواء النظيف كعنصر تحكم. وتلقت جميع المجموعات علاج اليقظة الذهنية أيضا.
ووجد الفريق أنه بعد الخضوع لجلسة واحدة من علاج اليقظة الذهنية باستخدام الإشارات الكيميائية، انخفض القلق الاجتماعي بنحو 39%. في المقابل، شهدت المجموعة الضابطة انخفاضا بنسبة 17% فقط.
وقالت فيجنا: “وجدنا أن النساء اللائي تعرضن للعرق من الأشخاص الذين كانوا يشاهدون أفلاما مضحكة أو مرعبة استجابت بشكل أفضل لعلاج اليقظة الذهنية من أولئك الذين لم يتعرضوا للعرق”.
ولم يلاحظ الباحثون اختلافا في النتائج بناء على الحالة العاطفية للشخص المتعرق.
وأضافت فيجنا: “لذلك قد يكون هناك شيء ما يتعلق بالإشارات الكيميائية البشرية في العرق بشكل عام يؤثر على الاستجابة للعلاج”، مشيرة إلى ضرورة إجراء مزيد من البحث.
ويقول الفريق إنه بصدد دراسة متابعة لاختبار رائحة جسم الإنسان (المعروفة باسم BO)، التي تم جمعها خلال “أفلام وثائقية محايدة عاطفيا”.
ويبدو أن فيجنا “متفائلة” بأن النتائج يمكن أن تسفر عن نوع جديد من العلاج للأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي. ويمكن أن تزيد النتائج التي توصلوا إليها “فعالية التدخلات المستقلة للصحة الإلكترونية (مثل تطبيقات التأمل)”.
المصدر: نيويورك بوست

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى