أفاد خبراء بأن لقاحات جديدة لعلاج مجموعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان، ستتوفر بحلول عام 2030 لإنقاذ ملايين الأرواح.
وقالت شركة “موديرنا” (Moderna)، وهي شركة أدوية رائدة طورت لقاح “كوفيد-19” ناجحا، إن لقاحات السرطان الجديدة تظهر “وعدا هائلا”، وأشار الدكتور بول بيرتون، كبير المسؤولين الطبيين في الشركة إلى أن إنتاج لقاح mRNA المضاد لـ”كوفيد-19″ قد ضغط على سنوات عديدة من العمل.
وأضاف الدكتور بيرتون أن من المأمول أن تكون هذه اللقاحات قادرة على علاج أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية و”جميع أنواع” الحالات الأخرى.
وصرح لصحيفة “ذي غارديان”: “سنحصل على هذا اللقاح وسيكون فعالا للغاية، وسوف ينقذ مئات الآلاف، إن لم يكن الملايين من الأرواح. أعتقد أننا سنكون قادرين على تقديم لقاحات مخصصة للسرطان ضد أنواع مختلفة من الأورام للناس في جميع أنحاء العالم”.
كما يعمل عدد من شركات الأدوية الأخرى على إنتاج لقاحات تهدف إلى معالجة السرطان وأمراض أخرى.
وفي يناير الماضي، أُعلن أنه سيتم تسريع الأبحاث المتطورة في تطوير لقاحات mRNA (الحمض النووي الريبوزي المرسال) لمرضى السرطان بعد إطلاق لقاح كورونا الناجح في المملكة المتحدة.
وستشترك شركة “بيونتك” (BioNTech)، الشركة الألمانية التي شاركت في إنتاج لقاح “كوفيد-19” مع شركة “فايزر” (Pfizer)، مع الحكومة لتقديم 10 آلاف علاج شخصي للمرضى في المملكة المتحدة بحلول عام 2030.
وبموجب الخطط، سيتمكن مرضى السرطان من الوصول المبكر إلى التجارب التي تستكشف علاجات mRNA الشخصية، بما في ذلك لقاحات السرطان. وستحتوي مثل هذه اللقاحات على “مخطط جيني” لتحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية.
وتعمل تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA في لقاح “فايزر- بيونتيك”، عن طريق نقل التعليمات الجينية لبروتينات “سبايك” غير الضارة الموجودة على فيروس كورونا إلى الجسم. ويتم استقبال التعليمات بواسطة الخلايا التي تنتج بروتين “سبايك”. ثم تُستخدم هذه البروتينات، أو المستضدات، لإخبار الأجسام المضادة في جهاز المناعة والدفاعات الأخرى بما يجب البحث عنه والهجوم عليه. وسيتم اتباع النهج ذاته لتهيئة الجهاز المناعي للبحث عن الخلايا السرطانية وتدميرها.
ويوضح العلماء أن لقاح السرطان القائم على الحمض النووي الريبوزي (mRNA) ينبه الجهاز المناعي إلى وجود سرطان ينمو بالفعل في جسم المريض، حتى يتمكن من مهاجمته وتدميره، دون تدمير الخلايا السليمة.
ويتضمن ذلك تحديد أجزاء البروتين الموجودة على سطح الخلايا السرطانية غير الموجودة في الخلايا السليمة، والتي من المرجح أن تؤدي إلى استجابة مناعية، ثم إنشاء جزيء mRNA الذي سيوجه الجسم إلى كيفية تصنيعها.
ويأخذ الأطباء خزعة من ورم المريض ويرسلونها إلى المختبر، حيث يتم ترتيب تسلسل المادة الجينية لتحديد الطفرات غير الموجودة في الخلايا السليمة.
ثم تحدد خوارزمية التعلم الآلي أي من هذه الطفرات مسؤول عن دفع نمو السرطان. وبمرور الوقت، يتعرف أيضا على أجزاء البروتينات غير الطبيعية التي تشفرها هذه الطفرات، والتي من المرجح أن تؤدي إلى استجابة مناعية. وبعد ذلك، يتم تصنيع mRNA لمعظم المستضدات الواعدة وتعبئتها في لقاح شخصي.
ويمكن أن تبدأ تجارب السرطان بحلول النصف الثاني من هذا العام. وسيكون الوصول إلى التجارب من خلال لوحة إطلاق لقاح السرطان، التي يتم تطويرها من قبل NHS England وGenomics England.
وستساعد منصة الإطلاق هذه على التعرف بسرعة على أعداد كبيرة من مرضى السرطان الذين يمكن أن يكونوا مؤهلين للتجارب واستكشاف اللقاحات المحتملة عبر أنواع متعددة من السرطان.
وتهدف الشركة إلى مساعدة المرضى المصابين بالسرطان في مراحله المبكرة والمتأخرة. فإذا تم تطوير لقاحات السرطان بنجاح، يمكن أن تصبح هذه جزءا من الرعاية النموذجية.
المصدر: إندبندنت