توصلت دراسة إلى أن الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم ضد “كوفيد” قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري.
ويزعم الباحثون أن السبب في ذلك هو أن الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم، لديهم رد فعل أكثر شدة تجاه الفيروس، ما يؤدي إلى حدوث التهاب وقد يتداخل مع تنظيم نسبة السكر في الدم.
ودرس الخبراء في Cedars-Sinai في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ما يقرب من 24000 مريض في المستشفى مع “كوفيد” بين عامي 2020 و2022 وفرزهم حسب حالة التطعيم.
ووجدوا أن 2.7% من أولئك الذين لم يتم تلقيحهم طوروا تشخيصات جديدة لمرض السكري في الأشهر أو السنوات التي أعقبت التخلص من المرض مقارنة بنسبة 1% بين أولئك الذين حصلوا على الحقن.
وقال الدكتور آلان كوان، طبيب القلب الذي قاد الدراسة: “تشير هذه النتائج إلى أن التطعيم ضد فيروس “كوفيد” قبل الإصابة قد يوفر تأثيرا وقائيا ضد مخاطر الإصابة بمرض السكري”.
وعلى الرغم من الحاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحة هذه الفرضية، إلا أننا نظل ثابتين على إيماننا بأن لقاح “كوفيد” يظل أداة مهمة في الحماية من “كوفيد” والمخاطر التي لا تزال غير مؤكدة التي قد يواجهها الأشخاص خلال فترة ما بعد الإصابة.
وفي الدراسة، التي نُشرت في JAMA Network Open، نظر الباحثون في مرضى “كوفيد” الذين تم إرسالهم إلى نظام Cedars-Sinai الصحي بين مارس 2020 ويونيو 2022.
وتم تضمين ما مجموعه 23709 مرضى، وكان متوسط أعمارهم 47 عاما.
وأخذ التحليل في الحسبان عوامل تشمل العمر والجنس والمشاركة في نظام الرعاية الصحية – لكنه لم يتمكن من تأكيد كيفية عمل العدوى أو اللقاحات على تغيير خطر إصابة المريض بالسكري.
واقترح العلماء أن الـ”كوفيد” الشديد قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بسبب الالتهاب الذي تسببه العدوى في الجسم.
وهذا يمكن أن يجعل الخلايا أكثر مقاومة لامتصاص السكر، ما يجعل الجسم يكافح للسيطرة على مستويات السكر في الدم – ما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
ويعد مرض السكري بعد الإصابة مصدر قلق أكبر للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين هم بالفعل في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري، مع احتمال أن تؤدي العدوى إلى دفعهم إلى الحافة. ولدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم للفيروس، يقوم الجسم باستجابة مناعية سريعة – ما يضمن مستويات أقل من الالتهاب.
لكن هذا قد لا يحدث في الأشخاص الذين ليس لديهم مناعة ضد الفيروس، خاصة إذا كان لديهم بالفعل جهاز مناعي ضعيف.
وقالت الدكتورة سوزان تشينج، أخصائية أمراض القلب في معهد سميدت الصحي في سيدارز سيناي: “على الرغم من أننا لا نعرف بعد على وجه اليقين، فإن الاتجاهات والأنماط التي نراها في البيانات تشير إلى أن عدوى “كوفيد” يمكن أن تعمل في أماكن معينة مثل مُسرّع للأمراض، ما يزيد من مخاطر التشخيص الذي قد يكون الأفراد قد تلقوه لاحقا في حياتهم. لذا، فبدلا من تشخيص إصابته بمرض السكري في سن 65 عاما، قد يكون الشخص المصاب مسبقا بخطر الإصابة بمرض السكري – بعد الإصابة بفيروس “كوفيد” – أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري في سن 45 أو 55 عاما”.
المصدر: ديلي ميل