ذكرت تقارير أنه لا يزال من الصعب تحديد العدد الحقيقي للوفيات العالمية الناتجة عن فيروس “كورونا” المستجد، وذلك بعد 3 سنوات من اكتشاف الإصابة الأولى.
ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد تم الإبلاغ رسميا عن أكثر من 6.65 مليون حالة وفاة بسبب (كوفيد-19)، منذ أن تم اكتشاف الفيروس لأول مرة في الصين، في شهر ديسمبر/ كانون الأول 2019.
ومع ذلك، فإن حسابات البلدان لوفيات (كوفيد-19) يتم حسابها مختلف، كما تغيرت أساليب الحساب طوال فترة الوباء.
وقال مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جينيف، أنطوان فلاهولت، في تصريحات لوكالة “فرانس برس” إن عزو الوفيات إلى “كوفيد” من الممكن أن يكون تمرينا صعبا للغاية، موضحا أن وفاة مريض في مستشفى في دولة متقدمة تم تشخيصه بالفعل بمرض (كوفيد-19) يمكن أن يكون واضحا، ولكن هذا ليس هو الحال في الكثير من الأحيان، والأطباء “عادة ليس لديهم الكثير من المعلومات” من أجل إرشادهم.
وسعى الباحثون إلى مقارنة العدد الإجمالي للوفيات من جميع الأسباب المسجلة منذ عام 2020، بما كان متوقعا في حال عدم وجود جائحة.
وباستخدام هذه الأرقام، أفاد باحثون من منظمة الصحة العالمية في مجلة “نيتشر” العلمية، في وقت سابق من الشهر الجاري، أن هناك 14.83 مليون حالة وفاة زائدة نتيجة (كوفيد-19) في عامي 2020 و2021، محدثا رقما صدر لأول مرة في مايو/ أيار، وهذا أعلى بثلاث مرات تقريبا من 5.4 مليون حالة وفاة تم الإبلاغ عنها رسميا خلال هذين العامين.
بينما قدرّت الأبحاث التي أجراها معهد القياسات الصحية والتقييم داخل أمريكا، في شهر مارس/ آذار، أن الرقم كان أعلى من ذلك بمقدار 18.2 مليون حالة وفاة.
ولكن قال أنطوان فلاهولت إنه حتى هذه الأرقام “ربما لا تزال أقل من الواقع”.
وتشير التقديرات التي يتم تحديثها بانتظام من مجلة “ذا إيكونوميست” إلى حدوث 21 مليون حالة وفاة زائدة منذ بداية الوباء، وهو أعلى من الرقم الرسمي بـ3.1 مرات.
تكمن مشكلة أخرى وراء الصعوبات في تقدير وفيات “كورونا”، وهي أن العديد من الدول لديها القليل من البيانات، أو ليس لديها بيانات في المقام الأول.
وكتب باحثو منظمة الصحة العالمية في دراسة نشرت الشهر الجاري: “بالنسبة لنصف دول العالم تقريبا، لا يمكن تتبع زيادة الوفيات باستخدام البيانات المتاحة، ولهذا يجب أن نعتمد على النماذج الإحصائية”.
وفي أفريقيا، كانت البيانات الشهرية الخاصة بالوفيات متاحة فقط لستة دول من أصل 47 دولة.