تقاريرمميز

الكويت.. وقف ابتعاث طلبة الطب إلى مصر والأردن يثير الجدل

أثار قرار الكويت بإيقاف ابتعاث الطلبة في التخصصات الطبية إلى الجامعات المصرية والأردنية جدلا واسعا في الدولة الخليجية بعد أن رفضه سياسيون وأكاديميون.

ولم تعلن وزارة التعليم العالي رسميا عن هذا القرار، لكن عددا من وسائل الإعلام المحلية أوردت تفاصيل الإيقاف الذي يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من العام الدراسي المقبل.

وأفادت صحيفة “القبس” المحلية، الخميس، بأن وزير التربية وزير التعليم العالي، حمد العدواني، أصدر قرارا بوقف الابتعاث للتخصصات الطبية في مصر والأردن.

وبحسب الصحيفة الكويتية، فإن القرار جاء في “إطار سعي وزارة التعليم العالي لضبط جودة التعليم وضمان صحة وسلامة الشهادات العلمية، وتعزيز التعليم الجيد”.

ولاقى القرار ردود فعل واسعة من قبل أكاديميين وسياسيين في الكويت، حيث عبّروا في وسائل التواصل الاجتماعي عن رفضهم لهذه الخطوة.

وقال رئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب في جامعة الكويت، سليمان الخضاري، “كأستاذ أكاديمي وطبيب وأب … أقولها بصراحة، القرار باختصار خاطئ جدا”.

وكتب على تويتر: “مقدار سوء الفهم والانقسام الحاصل في موضوع وقف الابتعاث للجامعات المصرية والأردنية كبير … وتداخلت في ردة الفعل كالعادة النوايا الطيبة عند الكثيرين بالعنجهية والعنصرية ضد تلك البلدان والدارسين فيها”.

واستشهد بـ “النقص الشديد في الكوادر الطبية حول العالم، بما في ذلك الكويت”، بدليل استعانة الدولة الخليجية الثرية بكوادر من بلدان أخرى مثل باكستان وكوبا.

وقال الخضاري الذي نشر مقاطع فيديوهات مطولة تعليقا على هذه الخطوة، إن القرار لم يفرق بين الجامعات المختلفة على اعتبار أن هناك جامعات ذات تصنيف متقدم في كلا البلدين، لا سيما وأن الكثير من تلك المؤسسات التعليمية تملك تصنيفا متقدما أفضل مما هو الحال بالنسبة لجامعة الكويت.

من جانبه، وصف عضو مجلس الأمة الكويتي، محمد هايف المطيري، قرار وزارة التعليم العالي بـ “المتخبط”.

وكتب على تويتر أن “وقف وزير التربية الابتعاث في التخصصات الطبية قرار متخبط يضر بالتعليم والمتعلمين ويخالف ما اعتمده جهاز الاعتماد الأكاديمي في الكويت لهذه التخصصات في العام الماضي الذي حرص على تحسين المخرجات”.

وتملك الكويت آلاف الطلبة في الجامعات المصرية والأردنية، حيث إن الكثير من هؤلاء الطلاب مبتعثون من قبل الحكومة، فيما يدرس البعض الآخر على نفقته الخاصة.

بدورها، قالت الكاتبة، الجازي طارق السنافي، إن وقف الابتعاث “يعني هدم مستقبل آلاف الطلبة”، مضيفة في تويتر أن “جامعات الأردن من أفضل وأقوى الجامعات في التخصصات الطبية، بل وتفوق قدرات جامعة الكويت بمراحل”.

ويشير كويتيون إلى أن القرار قد يكون لأجل “تنفيع” الجامعات الخاصة في داخل الدولة.

وقال أستاذ التاريخ بجامعة الكويت، عبدالهادي العجمي، على تويتر، إنه “يجب سحب هذا القرار للنأي عن شبهة تنفيع الجامعات الخاصة على حساب طموحات الطلبة الكويتيين”.

ويذهب المشرع بالبرلمان الكويتي، بدر سيار الشمري، في الاتجاه ذاته متسائلا: “هل تنفيع التجار أهم من مستقبل أبنائنا الطلبة، خاصة مع الحاجة الماسة للكوادر الطبية في سوق العمل؟!”.

ومع ذلك، كان هناك آراء مؤيدة رغم موجة الاعتراضات الواسعة على اعتبار أن القرار “فني”، حيث طالب مؤيدون بعدم “تسيس” قطاع التعليم.

وقال المحامي والعضو السابق بمجلس الأمة الكويتي، هشام الصالح، في تويتر إنه “إذا دخلت السياسة فسد التعليم”، مشيرا إلى أن “مصر هي في المرتبة قبل الأخيرة عالميا في جودة التعليم”.

وطالب الصالح بابتعاث الطلبة الكويتيين إلى دول متقدمة في التعليم العالي مثل “أميركا وأستراليا وأوروبا”، موضحا أن ذلك “سيعود بالمنفعة” عليهم. كما أشار إلى أن “هذا القرار لا يمنع أي شخص من الدراسة على نفقته الخاصة” في مصر والأردن.

لكن الخضاري يتساءل عن أسباب عدم سحب الاعتماد الأكاديمي لهذه الجامعات إذا كانت دوافع القرار تتعلق بجودة التعليم في ظل الموافقة على الطلبة الذين يدرسون على نفتقتهم بالدراسة هناك.

وقال: “أين المنطق في الموضوع إن كانت الأهداف تطوير التعليم؟”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سبعة عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى