أثار زلزال سوريا ولبنان الخوف في نفوس الكثيرين، خصوصًا أن عمليات الإنقاذ من تحت الأنقاض ما زالت مستمرة بعد مرور أكثر من 10 أيام.
هؤلاء ظلوا تحت الأنقاض متعايشين مع الحدث، حتى امتدت لهم يد العون والمساعدة من رجال الإنقاذ، فخرجوا مرة أخرى للحياة، بعضهم احتمى بأثاث أو غيره حتى لا تقصم الكتل الأسمنتية المنهارة ظهره وتشق رأسه، تحفهم يد العناية الإلهية حتى خرجوا من تحت الأنقاض.
هذا الحادث الضخم طرح سؤالاً هو كيفية الاستعداد لحدوث زلزال؟ وكيف نعد أولادنا للتعامل مع حدوث زلازل؟.. “العين الإخبارية” تواصلت مع عدد من خبراء علم النفس والاجتماع للإجابة على هذا السؤال.
توعية إعلامية وتعليمية
يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان في مصر، إن الزلزال يمثل صدمة عنيف لدى الأفراد، وهي صدمة تماثل صدمة الحروب بأحداثها العنيفة الصادمة، مما يسبب اضطراب ما بعد الصدمة.
ويضيف الباسوسي، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن أعراض هذا الاضطراب تتراوح ما بين اضطرابات النوم والإدراك والانتباه والذاكرة، وحالة شديدة من الخوف والقلق، وقد يلازمها بعض الأعراض الذهانية التي تؤثر بصورة كبيرة على تكيف الشخص وممارسته لحياته بصورة طبيعية.
ويوضح الباسوسي طريقة حماية الأفراد من الوصول لهذه الصدمة من خلال المحاضرات التعليمية في وسائل الإعلام لتعليم الأفراد حول أساليب التعامل مع الزلازل والكوارث بأسلوب علمي صحيح.
ويضيف أنه ينبغي أن تتضمن المناهج الدراسية للأطفال والطلاب الأكبر سنا، معلومات حديثة تتعلق بكيفية التصرف في حال حدوث كوارث طبيعية، مثل الزلازل.
تدريب عملي
من جانبها تؤكد الباحثة في الشؤون الاجتماعية، إسراء رفعت، على ضرورة تدريب الأطفال عمليا من خلال عمل محاكات منزلية من وقت لآخر حول كيفية التعامل أثناء حدوث زلزال.
وتوضح رفعت، في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أنه يجب تدريب الطفل على التعامل مع الزلزال حالا وجوده في غرفته وحيدًا، أو في غرفة الاستقبال، أو حتى في الحمام، وعلى الدرج.
وتضيف بضرورة إعطاء الطفل بعض النصائح حول التعامل في حال استمر تحت الأنقاض لفترة حتى لا يصاب بالهلع.
نصائح واجبة
بدوره يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي في مصر، إنه يجب التركيز على خطوات التصرف وقت الزلازل وإعطاء الأطفال نصائح محددة.
ويوضح فرويز، في تصريح لـ”العين الإخبارية”، أن نصائح الوالدين مفيدة في هذا الصدد، ضاربًا المثل بزلزال حدث في مصر في فترة الستينيات وكان لديه القدرة على التعامل معه وهو طفل دون خوف بسبب نصائح والدته، التي وجهته للجلوس تحت “منضدة” الدراسة في المدرسة.
ويضيف فرويز أنه علينا كذلك توجيه الأطفال للأماكن الآمنة وقت الزلازل، مثل البقاء تحت منضدة، وأن نحذرهم من الاقتراب من النار والسلالم والمصاعد وقت الزلازل.
ويشدد فرويز على أن كل هذه النصائح تحمي الأطفال من الصدمة النفسية، لأن الناجين من تحت الأنقاض حتى وإن تم إنقاذهم عضويًا، فهم معرضون للإصابة بحالات عصاب ما بعد الصدمة، والذي قد يظهر بعد الزلزال لمدة من 3-6 أشهر، حيث يستعيد الشخص الذكريات السيئة، وتصيبه أعراض جسمانية وتقلصات وانقباضات نتيجة الخوف من تكرار التجربة.