هناك سبب لتلقي الجنود تدريبات أساسية قبل التوجه إلى القتال، فمن دون تعليمات دقيقة، يمكن أن يشكل المجندون المزودون بأسلحة قوية خطرا على بعضهم بعضا مماثل للخطر على العدو.
يعمل الجهاز المناعي بنفس الطريقة. تحتاج الخلايا المناعية، التي تحمي الجسم من العدوى، إلى “التثقيف للتعرف على الأشرار – وتجنب إطلاق النار على المدنيين”.
قد ينقطع هذا التعليم عند بعض المصابين بفيروس كورونا. يقول العلماء إن الخلايا المناعية غير المستعدة يبدو أنها تستجيب لكورونا بإطلاق مدمر للمواد الكيميائية، ما يتسبب في أضرار قد تستمر لفترة طويلة بعد القضاء على التهديد.
وأظهرت دراسة ألمانية جديدة أن المتعافين من كورونا يعانون من أمراض المناعة الذاتية بشكل متكرر أكثر من غيرهم.
واستند الفريق البحثي في الدراسة الممولة من قبل معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض المعدية حول الآثار طويلة المدى لفيروس كورونا، إلى تحليل شامل لبيانات التأمين الصحي.
وفي السياق قال يوشين شميت من المستشفى الجامعي في دريسدن: “ظهرت أمراض المناعة الذاتية بشكل ملحوظ في جميع الفئات العمرية والجنسية في الفترة التي تلت الإصابة”.
وفي أعقاب هذه الدراسة، وتصريحات مسؤولين حكوميين وأطباء كبار، يتزايد القلق في ألمانيا وسط حديث عن نقص مناعة قد يستمر فترة طويلة حتى بعد التعافي من كورونا، بحسب إذاعة صوت ألمانيا “دوتشيه فيله”.
ومؤخرا، قال وزير الصحة الألماني، كارل لاوترباخ، في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية: “ما نرصده لدى الأشخاص الذين أصيبوا عدة مرات بكورونا مثير للقلق”.
وأصاف لاوترباخ: “الدراسات تظهر الآن بوضوح شديد أن المصابين غالبا ما يكون لديهم نقص مناعة لفترة لا نعرف مدتها بعد”.
وأواخر العام الماضي، قال كريستيان دروستن عالم الفيروسات في مستشفى “شاريتيه” الجامعي ببرلين، إن هناك بيانات تشير إلى أن شيخوخة الجهاز المناعي لدى الأطفال بعد الإصابة بالكورونا كانت أكثر تقدما بكثير مما كان متوقعا.
وأضاف دورستن متحدثا عن شيخوخة مقلقة لجهاز المناعة، في مقابلة مع صحيفة “تاغس شبيغل”: “يمكن التساؤل الآن بشكل واضح عما إذا كان طفل غير مطعم قد يكون لديه بعد الإصابة بكورونا وبلوغه الثلاثين جهاز مناعي لرجل يبلغ من العمر 80 عاما؟”.